مجموعة (5+5) تقرّ مقترحات الجزائر وتتبنى “إعلان وهران”

توجت أشغال الندوة الوزارية الأولى حول البيئة والطاقات المتجددة للحوار المتوسطي (5+5) بتبني “إعلان وهران”، واعتمد ممثلو بلدان مجموعة الحوار المتوسطي مقترحات الجزائر التي نصت على التعاون في مجال حماية البيئة وترقية الطاقات المتجددة بين هذه البلدان، كما اتفق المشاركون على إنشاء مرصد متوسطي للتنمية المستدامة يكون مقره بوهران، ويتولى متابعة ومراقبة وتقييم الوضع البيئي وتحضير أعمال التنمية المستدامة في بلدان (5+5).
وشهدت آخر جلسة برسم الندوة الوزارية الأولى حول البيئة والطاقات المتجددة التي احتضنتها الباهية وهران، إنشاء وكالة للتنمية المستدامة وتبني مخطط للمناخ المتوسطي وتنصيب لجنة دائمة للتواصل مع الدول الأعضاء وعقد اجتماعات مماثلة بصفة دورية.
وشمل إعلان وهران إعداد مخطط لتهيئة الإقليم المتوسطي يعتمد على “مبدأ التدرج”، كما اتفق وزراء البيئة لضفتي غرب البحر المتوسط على تنصيب لجنة دائمة تتشكل من خبراء هذه البلدان تعطي بعد عملي وميداني للتعاون وكذا التواصل واقتراح الحلول للانشغالات المطروحة في الجوانب البيئية.
وأكد إعلان وهران على أهمية إدماج الانشغالات البيئية ضمن استراتيجيات التنمية لدول المنطقة وتكثيف التعاون في مجال حماية الوسط البحري ومكافحة التلوث البحري، داعيا إلى ترقية الشراكة الفعلية بين متعاملي قطاع الطاقة من أجل خلق نظام مبكر للإنذار عن التلوث، مع إشراك المنظمات غير الحكومية ودعم التشريع المحلي في ميدان التلوث البحري.
من جهة أخرى، حث إعلان وهران على تحسين إمدادات السكان بالماء الشروب وخدمات التطهير والتسيير المندمج وتنمية الموارد المائية وترقية استخداماتها وكذا التأمين من مخاطر الفيضانات والجفاف والتلوث، ودعا الإعلان نفسه إلى تبني إستراتيجية متوسطية للماء وتبادل المعلومات والتجارب حول تجنيد الموارد المائية لا سيما تحلية مياه البحر ومعالجة المياه المستخدمة وإعادة تشكيل المياه الجوفية.
وبخصوص الطاقات المتجددة أوصت ذات الوثيقة بتطوير التعاون في هذا المجال، مع التأكيد على نقل التكنولوجيات النظيفة إلى بلدان الجنوب.
وفي ختام أشغال هذه الندوة التي ترأسها وزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة الجزائري شريف رحماني مناصفة مع وزيرة البيئة والوسط الريفي والبحري ايلينا اسبينوزا مناغانا، على أن تحتضن مدينة لشبونة البرتغالية الاجتماع المقبل، كما تم دعوة بلدان (5+5) لعقد اجتماع تحضيري الشهر القادم بمدينة بون الألمانية تحسبا لقمة كانكون (المكسيك) حول المناخ المزمع تنظيمها في ديسمبر المقبل.
يُشار إلى أنّ أشغال الندوة الوزارية الأولى حول البيئة والطاقات المتجددة شهد حضور معظم وزراء البيئة وممثلي بلدان الحوار (5+5) إلى جانب الأمين العام لاتحاد المغرب العربي وسفيرة الاتحاد الأوروبي بالجزائر.
رحماني: الجزائر تقترح 3 محاور للتعاون المتوسطي في المجال البيئي والمناخي

أعلن وزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة شريف رحماني، اليوم الاثنين بوهران، أن الجزائر تقترح على بلدان 5+5 للحوار المتوسطي ثلاثة محاور للتعاون في المجال البيئي والمناخي.
وأوضح الوزير رحماني، في كلمة افتتاحية لأشغال الندوة الوزارية الأولى التي تتمحور حول “البيئة والطاقات المتجددة” بحضور ممثلي بلدان الجهة الغربية لضفتي البحر الأبيض المتوسط، أن “الجزائر تقترح ثلاثة محاور للتعاون لمواجهة المخاطر التي تحدق بالنظام البيئي لغرب المتوسط”.
ودعا الوزير بلدان 5+5 “إلى إنشاء مرصد متوسطي للتنمية المستدامة للمتابعة والتقييم ومراقبة الوضع البيئي والتنمية المستدامة لبلداننا” مبرزا أن “الجزائر تقترح القيام بهذا النشاط وبتوفير مقر جاهز وحديقة متوسطية مساحتها 40 هكتارا تقع في قلب مدينة وهران”.
ودعا رحماني أيضا إلى إحداث إطار للتشاور والتعبير غير الرسمي بين بلدان البحر الأبيض المتوسط والخاص بالمناخ من أجل تسهيل المفاوضات القادمة في لقاء “كانكون” بالمكسيك إلى جانب تقديمه لاقتراح ثالث يخص مخطط مناخي متوسطي لمختلف البلدان لاستعادة الانسجام بين جميع الأطراف.

من جهتها، أكدت وزيرة البيئة والوسطين الريفي والبحري لاسبانيا السيدة ايلينا ايسبينوزا مانقانا، خلال حوار بلدان 5+5 بوهران، أن “البحر الأبيض المتوسط بحاجة إلى حماية”، موضحة أن “الحوض المتوسط غني بالموارد الطبيعية ولكنه يعد أيضا منطقة جد حساسة تحتاج إلى حماية”.
وأشارت الوزيرة الاسبانية التي ترأس أشغال هذا الاجتماع مناصفة مع نظيرها الجزائري السيد شريف رحماني إلى ضرورة إعداد إستراتيجية مشتركة بين البلدان العشرة للجهة الغربية للبحر المتوسط.
وفي هذا الإطار دعت السيدة ايلينا ايسبينوزا مانقانا المشاركين إلى انتهاز فرصة هذا اللقاء لمناقشة أثر التغيرات المناخية على ارتفاع درجة الحرارة وتقلص الأمطار على وجه الخصوص.
وطلبت في هذا السياق من الحضور بمضاعفة الجهود من أجل وضع إستراتيجية كفيلة بضمان الاستعمال العقلاني للموارد المائية بالنظر إلى الاحتياجات المتزايدة المسجلة خاصة في مجال الفلاحة باعتباره أكبر القطاعات استعمالا للماء.
وأوضحت نفس المتدخلة أن “لقاء وهران سيكون بمثابة مرجعية في المستقبل حينما يتعلق الأمر بالحديث عن مستقبل البحر الأبيض المتوسط”.
و كانت هذه الندوة الوزارية افتتحت بوهران برئاسة جزائرية-اسبانية مشتركة.
وسيناقش وزراء البيئة خلال هذا اللقاء الذي سيدوم يوما واحدا خمسة محاور رئيسية ذات الصلة بقضايا البيئة والطاقات المتجددة تتعلق في الجانب البيئي بالتغيرات المناخية والتصحر وتسيير النفايات والموارد المائية والتنوع البيئي وحماية الساحل والتسيير المندمج للمناطق الساحلية والتلوث البحري.
و يشارك في هذه الندوة ممثلو دول غرب الحوض المتوسط وهي الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا وفرنسا واسبانيا وايطاليا والبرتغال ومالطا وبحضور ممثلي اتحاد المغرب العربي والاتحاد الأوروبي.
ويضم الوفد الجزائري في هذا الاجتماع العديد من الدوائر الوزارية على غرار
الداخلية والجماعات المحلية والشؤون الخارجية وتهيئة الإقليم والبيئة والسياحة والطاقة والمناجم والتعليم العالي والبحث العلمي والموارد المائية والفلاحة والتنمية الريفية والنقل إضافة إلى ممثلي عدة هيئات متخصصة لا سيما في مجالات البيئة والطاقات المتجددة.
ومن المنتظر أن تتوج هذه الندوة الوزارية التي تندرج في إطار التشاور والتعاون ما بين بلدان ضفتي الجهة الغربية للبحر المتوسط بتبني وثيقة مشتركة حول الرهانات البيئية في ظل تطوير الطاقات المتجددة تحمل اسم “إعلان وهران”.